Blog

شرح نواقض الإسلام العشرة

نواقض الإسلام

نواقض الإسلام- ما هي نواقض الإسلام عند أهل السنة والجماعة؟

النواقض: جمع ناقض، وهي المبطلات، مثل نواقض الوضوء؛ أي مبطلاته، أي إن نواقض الإسلام تُبطِل العقيدة وتنقض الإسلام، وتكون سببًا في الردة – عياذًا بالله – ولهذا ينبغي على المسلم أن يَعْلَم نواقض العقيدة، ليتجنبها ويحذر منها.

 

ما حكم من وقع في نواقض الإسلام؟

إذا وقع المسلم في شيء ينقض الإسلام، فإنه يرتدّ ويكفر – والعياذ بالله – ولهذا يُطلَق على نواقض الإسلام مصطلح (أسباب الردة)، وقد توعّد الله – سبحانه – المرتدَّ بالعقاب الأليم، وأمر نبيُنا بقتل المرتدين.

  • قال الله – تعالى: ﴿وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَٰئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [البقرة: 217].
  • وقال النبي : «مَن بَدَّلَ دِينَهُ فَاقْتُلُوهُ» (البخاري: 3017).
  • وقال النبي : «لا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، يَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأَنِّي رَسولُ اللَّهِ، إلَّا بإحْدَى ثَلاثٍ؛ النَّفْسُ بالنَّفْسِ، والثَّيِّبُ الزَّانِي، والمارِقُ مِنَ الدِّينِ التَّارِكُ لِلْجَماعَةِ» (البخاري: 6878).
  • وقد قاتل أبو بكر الصديق – رضي الله عنه – المرتدين، حتى يُخضعهم للإسلام.

ومن هذا يتضح لنا أن دم المرتد مهدور في مذهب أهل السنة والجماعة، بأمر صريح من النبي ﷺ، لكنْ يجب أولًا أن يُستتاب المرتد؛ أَيْ ينصحه عالم من علماء الأمة ويعظه ويذكره بالله، فإن تاب ورجع إلى الإسلام تُرِك، وإن أصرّ على الكفر والردة فإنه يُقتَل.

كم عدد نواقض الإسلام؟ وما هي؟

نقض الإسلام قد يكون بالقول؛ مثل سب الذات الإلهية، وقد يكون بالفعل؛ مثل السجود لصنم، وقد يكون بالاعتقاد الكفري، وقد يكون بالشك في شيء من أصول الدين.

والأمور التي تنقض الإسلام كثيرة، لكن الأشهر منها هو ما جمعه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله – في عشر نواقض، واستفاض علماء أهل السنة والجماعة من بعده في شرحها والتعليق عليها.

وهذه النواقض العشر هي: 

1- الشرك في عبادة الله – تعالى.

2- من جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم ويتوكل عليهم.

3- من لم يكفّر المشركين.

4- من اعتقد أن غير هَدي النبي أكمل من هديه.

5- من أبغض شيئًا مما جاء به الرسول .

6- من استهزأ بشيء من دين الرسول .

7- السحر.

8- مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين.

9- من اعتقد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة محمد .

10- الإعراض عن دين الله – تعالى.

وسنتناول إن شاء الله هذه النواقض العشر للإسلام في المقالات القادمة بالشرح والإيضاح، وإنزالها على حياتنا الواقعة.

 

هل تُعد الكبائر (مثل الزنا وشرب الخمر) من نواقض الإسلام؟

اتفق أهل السنة والجماعة على أن جميع المعاصي دون الشرك بالله لا تُخْرِج عن الملة، ويكون فاعلها تحت مشيئة الله – عز وجلّ – إن شاء غفر له برحمته، وإن شاء عذّبه بعدله.

  • قال – تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ﴾ [النساء: 48].
  • وقال – تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ﴾ [الشورى: 25].

فعُلم بذلك أن ما دون الشرك من الكبائر كلها تحت مشيئة الله، ويدخل فيها قتل النفس بغير حق، والربا، وعقوق الوالدين، وشهادة الزور، والزنا، وشرب الخمر، وقطيعة الرحم، وسائر المعاصي كلها.

أما من استحلّ ما حرّم الله، واعتقد أن الزنا حلال، أو أن الخمر حلال، أو أن الربا حلال، فهذا خروج عن الإسلام بإجماع المسلمين.

تعرف علي دورة شرح القواعد المثلي.

متى تكون نواقض الإسلام غير مخرجة عن الملة؟

من رحمة الله بعباده أنه لا يعاقب إلا من عصاه عمدًا، وأنه – سبحانه – يقبل العذر من عباده إن كانوا صادقين، ولهذا اهتم العلماء بمسألة (موانع التكفير)، وهي الأعذار التي إن وُجدت في مرتكب نواقض الإسلام، فإنه لا يكون مرتدًّا، وهذه الموانع هي:

1- الجهل: إذا كان الكفر الذي ارتكبه العبد من المسائل الخفية في بلاده والتي لا يعلمها عوام الناس، فإنه لا يكفر حتى تُقام عليه الحجة، أما إن كان الكفر الذي ارتكبه من المسائل المعروفة والمشهورة التي ينبغي أن يعلمها، فلا يُعذر بالجهل.

2- الخطأ: وهو أن يقصد بفعله شيئًا وينتج عنه خلاف مقصده؛ مثل من قال: “اللهم أنت عبدي وأنا ربك”، فهذه الكلمة من الكفر، لكنه قالها من غير قصدٍ بل أخطأ في التعبير من شدة الفرح، فلم يؤاخذ على خطئه، ودليل ذلك قول الله – تعالى: ﴿رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إنْ نَسِينا أوْ أخْطَأْنا﴾ قالَ الله: «قدْ فَعَلْتُ» (مسلم: 126).

3- التأوُّل: وهو الوقوع في الكفر دون تعمد، ولكن بسبب القصور في فهم نصوص الشريعة.

قال الشيخ السَّعديُّ: “إن المتأوِّلين من أهلِ القبلةِ الذين ضلُّوا وأخطأوا في فهم ما جاء به الكِتابُ والسُّنَّة، مع إيمانِهم بالرَّسولِ، واعتقادِهم صِدْقَه في كلِّ ما قال، وأنَّ ما قاله كُلُّه حَقٌّ، والتزموا ذلك، لكنَّهم أخطأوا في بعض المسائِلِ الخبَريَّة أو العمَليَّة، فهؤلاء قد دَلَّ الكتابُ والسُّنَّةُ على عَدَمِ خُروجِهم من الدِّينِ، وعَدَمِ الحُكمِ لهم بأحكامِ الكافرين، وأجمع الصَّحابةُ – رَضِيَ اللهُ عنهم – والتَّابعون ومِن بَعْدِهم أئمَّةُ السَّلَفِ على ذلك”. (الإرشاد إلى معرفة الأحكام: 177)

4- الإكراه: قال – تعالى: ﴿مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ﴾ [النحل: 106]

5- التقليد: والمقصود تقليد الشخص العامّي الذي لا يعرف أحكام الشريعة ولا يفهم الأدلة لمن يعتقد فيهم الخير والصلاح، ولا يعلم ارتكابهم لنواقض الإسلام.

6- العجز: اتفق أهل السنة والجماعة على أن العاجز عن أداء شرع الله معذور بذلك، ولا يُحكم عليه بالردة، مثل المسلمين المستضعفين في بلاد الكفر، والذين لا يستطيعون الهجرة إلى ديار الإسلام، فهؤلاء معذورون، وإن ماتوا على هذه الحال فهم من أهل الجنة إن شاء الله.

7- التقية: وهي إخفاء الإسلام وإظهار الكفر طلبًا للنجاة، وإن كان الأصل في المسلم أن يعلن إسلامه ويتبرأ من الكفر وأهله، لكنه إذا خَشِيَ الأذى والقتل، ولم يستطع الفرار، فإنه يُباح له التقية؛ قال – تعالى: ﴿لَّا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَن تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً﴾ [آل عمران: 28]، لكنه مع ذلك يحرص على الاستمساك بدينه في الخفاء، وعدم تأييد أفعال الكافرين إلا إذا أُكره على ذلك.

فإذا انتفت هذه الموانع في الشخص المرتكب لنواقض الإسلام، وتحققت فيه شروط الردة، فإنه يصبح كافرًا خارجًا عن الملة – عياذًا بالله – ويُحكم فيه بحكم الشرع في المرتدين.

 

وختامًا: نسأل الله أن يثبتنا على دينه حتى نلقاه، وأن يعيذنا من الكفر والضلال بعد الهدى، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

معتقد: منصة تعليمية تدريبية عن بعد، تقدم محاضرات منهجية ودروس لعقيدة أهل السنة والجماعة.

العلم نور يهدي الله به من يشاء

سجل الان
Scan the code